الفرس ، وخرج من البغلتاق» ، فنجا ، وأحاط النّاس بالجماعة الّذين قفزوا عليه ، وفيهم اثنان كانا يتردّدان إلى «ركابدار» (١) الّلالّا ، فقتل ، أحدهما وصلب ، وصلب الركابدار أيضا ، وكتب على صدره : «هذا جزاء من يؤوي الملحدة».
وأما الآخر ، فصعدوا به إلى القلعة ، فضرب ضربا عنيفا ، وثقب كعبه ، ليقرّر على السّبب الّذي أوجب وثوبهم ، فقال للملك الصّالح : «أنت تبعث كتبك إلى مولانا سنان بقتل من أمرنا بقتله ، ثم تنكر فعل ذلك؟» فقال : «ما أمرت بشيء». وكتب إلى «سنان» يعتب عليه فيما فعل بأبي صالح والّلالا ، فقال : «أنا ما فعلت شيئا إلّا بأمرك وخطّك». وسيّر إليه كتابا فيه علامته بقتل الثّلاثة المذكورين ، فعلم أن ذلك كان مكيدة من كمشتكين.
وكان الاسماعيليّة قد اجتهدوا في قتل شاذبخت ، فلم يقدروا على الوثوب عليه ، لشدّة احترازه في القلعة ، فعند ذلك وجد أعداء كمشتكين طريقا للطّعن عليه ، وقالوا : «إنّما أراد قتل هؤلاء ليستقلّ بملكك ، ويفعل فيه ما لا يقدر أن يفعله معهم ، وأنّه قد استصغرك ، واحتقر أمرك».
وكانت حارم لسعد الدّين كمشتكين ، أقطعه إياها الملك الصّالح ، حين أخذها من بدر الدّين حسن ، فأنهي إلى الملك الصّالح أنّ سعد الدّين يريد أن يسلّمها إلى الفرنج ، لأنّ أصله فرنجي ، وأنّه قد قرّر معهم أن
__________________
(١) المسؤول عن حفظ مراكب اللالا.