العجمي ، يوم الجمعة رابع شهر ربيع الأول ، من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ، وكان السّبب في ذلك أنّ أبا صالح كان يواطىء المجاهد «الّلالا» وجمال الدّين شاذبخت ، على سعد الدّين كمشتكين ، ويحاولون حطّه عن مرتبته. فعلم كمشتكين ذلك ، فكتب كتابا إلى «سنان» مقدّم الاسماعيلية «بالحصون» ، على لسان الملك الصالح ، يلتمس منه قتل أبي صالح ، والّلالا ، وشاذبخت ، وكان قد أحضر الكتاب إلى الملك الصّالح. وهو خارج إلى الصيّد ، وطلب خطّه ، وهو أبيض ، لم يكتب فيه شيء أصلا ، وقال له : «المولى خارج ، ويحتاج أن يكتب كتابا في أمر كذا وكذا ، فيكتب المولى علامته». فكتب ثقة بأنّ الأمر كما ذكر.
فكتب كمشتكين إلى «سنان» بالأمر الذي أراده ، وسيّره إليه ، فلم يشكّ «سنان» في أنّ الأمر وقع من الملك الصّالح ، ليستقلّ بأموره وملكه ، فندب جماعة لقتل المذكورين ، فوثبوا على شهاب الدّين أبي صالح ، عندما خرج من باب الجامع الشّرقي (١) ، بالقرب من داره ، وقتل الاسماعيليّان الّلذان وثبا عليه.
ثمّ وثب بعد ذلك بمدّة ثلاث منهم على «الّلالا» ، بالقرب من «خانكاه القصر» (٢) ، وتعلّق بذيل «بغلتاقه» (٣) ليضربه بالسكّين ، فرفس الّلالا
__________________
(١) أي الجامع الأموي بحلب.
(٢) على مقربة من باب القلعة الصغير من جانب خندقها. الأعلاق ـ قسم حلب ـ ج ١ ص ٧١.
(٣) البغلطاق رداء بلا أكمام يلبس فوق الثياب. انظر معجم مفصل في أسماء الألبسه عند العرب لرينهارت دوزي ط. أمستردام ١٨٤٥ ص ٨١ ـ ٨٤.