بارزان (١) ، ملقيا بيده ، ومتوسطا لأمر قومه ، حتّى استقرّ مع السّلطان خروج الفرنج عنها بأموالهم وعيالهم ، وأن يؤدّوا الأمانة ، يؤدّوا عن كلّ رجل منهم عشرة دنانير ، وعن كلّ امرأة خمسة دنانير ، وعن كلّ طفل لم يبلغ الحلم دينارين. ومن عجز عن ذلك استرق ، فبلغ الحاصل من ذلك عن من خرج منهم مائتين وستّين ألف دينار صوريّة ، واسترقّ بعد ذلك منهم نحو ستّة عشر ألفا.
وكان السّلطان قد رتّب في كلّ باب أميرا أمينا لأخذ ما استقرّ عليهم ، فخانوا ، ولم يؤدّوا الأمانة ، فانه كان فيه ، على التّحقيق ، العدّة التي ذكرناها ، وأطلق «ابن بارزان» ثمانية عشر ألف رجل من الفقراء ، وزن عنهم ثلاثين ألف دينار.
وتسلّم القدس في يوم الجمعة السابع والعشرين ، من شهر رجب ، وأقيمت صلاة الجمعة فيه ، في الجمعة التي تلي هذه ، وهي رابع شعبان.
وخطب بالناس محيي الدّين بن زكيّ الدين ـ وهو يومئذ قاضي حلب ـ وأزيلت الصلّبان من قبّة الصخرة ، ومحراب داود ، وأزيل ما كان بالمسجد الأقصى من حوانيت الخمّارين ، وهدمت كنائسهم والمعابد ، وبنيت المحاريب والمساجد.
وأقام السّلطان على «القدس» ، ثم رحل عنه ، في الخامس والعشرين
__________________
(١) أنظر كتابي حطين ـ ط. دمشق ١٩٨٤ ص ١٦٧.