من شعبان ، فنزل على صور بعد أن قدم عليه ولده «الملك الظّاهر» ، من حلب في ثامن عشر شهر رمضان ، قبل وصوله إليها.
وكان نزوله على «صور» في ثاني عشرين من شهر رمضان ، وضايقها ، وقاتلها ، واستدعى أسطول مصر ، فكانت منه غرّة في بعض اللّيالي ، وظنّوا أنه ليس في البحر من يخافونه ، فما راعهم إلّا ومراكب الفرنج من «صور» قد كبستهم ، واخذوا منهم جماعة ، وقتلوا جماعة ، فانكسر نشاط السّلطان ، ورحل عنها في ثاني ذي القعدة ، وأعطى العساكر دستورا ، وساروا إلى بلادهم (١).
وأقام هو بعكا ، إلى أن دخلت سنة أربع وثمانين وخمسمائة ، وكان من «بهونين» (٢) قد أرسلوا إلى السّلطان ، وهو «بصور» ، فأمّنهم ، وسيّر من تسلّمها ، وسار السّلطان ، فنزل على حصن «كوكب» (٣) في أوائل المحرم من هذه السنة ، وكان قد جعل حولها جماعة يحفظونها من دخول قوة ، فأخذ الفرنج غرّتهم ليلا ، وكبسوهم بعفربلا (٤) وقتلوا مقدّمهم «سيف الدّين» أخا «الجاولي» ، فسار السلطان ، ونزل عليها بمن كان قد بقي من خواصّه بعكا ، وكان ولده «الملك الظّاهر» قد عاد عنه إلى حلب ، وعاد أخوه «الملك
__________________
(١) انظر كتابي حطين ص ١٧٠ ـ ١٧١.
(٢) هونين الآن في جنوب لبنان.
(٣) كوكب قلعة على الجبل المطل على مدينة طبرية حصينة رصينة. معجم البلدان.
(٤) سلف أن نقلنا عن ياقوت أن عفربلا : بلد بغور الأردن قرب بيسان وطبرية.