واحد ، وذلك في يوم الخميس العاشر من شوّال ، سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
ونزل الملك النّاصر وعسكره ، في بقيّة ذلك اليوم في خيم القوم ، واستولوا على جميع ما فيها ، وفرّق الاصطبلات والخزائن ، ووهب خيمة سيف الدّين عزّ الدّين فرّوخشاه ، ووصل سيف الدّين إلى حلب ، وترك أخاه عزّ الدّين في جماعة من العسكر ، وعبر الفرات ، وسار إلى الموصل.
ووصل الملك النّاصر إلى حلب ، يوم الأحد ثالث عشر شوّال ، فأقام عليها أربعة أيام ، ورحل عنها ، يوم الجمعة ثامن عشر شوّال ، فنزل بزاعا (١) فحصرها ، وتسلّمها يوم الاثنين العشرين من شوّال ورحل فنزل منبج ، فحصرها ، في التّاسع والعشرين من شوّال ، وبها قطب الدّين ينال بن حسّان ، وكان شديد العداوة للملك النّاصر ، وكان قد حنق عليه لذلك ، فملك المدينة ، ونقبت القلعة ، فحصروه بها ، ونقبها النقّابون ، وملكها عنوة ، وأخذ كلّ ما كان فيها ، وأخذ صاحبها أسيرا ، ثم أطلقه ، فسار إلى الموصل ، فأقطعه سيف الدّين «الرّقّة».
ورحل الملك النّاصر إلى «عزار» فنازلها ثالث ذي القعدة ، وحصرها ونصب عليها المنجنيقات.
وجلس يوما في خيمة بعض أمرائه ، ويقال له «جاولي» مقدّم الأسديّة ، فوثب عليه باطنيّ ، فجرحه بسكّين في رأسه ، فردّ المغفر عنه ،
__________________
(١) بزاعا بلدة من أعمال حلب في وادي بطنان بين منبج وحلب.