ووصلت رسل الملك العزيز إلى الملك الظّاهر ، بموافقته معه ، ومعاضدته. وحلف له الملك الظّاهر ، في شهر رجب من السّنة.
ونزل الملك العزيز ، من مصر ، في شهر رمضان ؛ والأسدية والأكراد مخامرون عليه ، والملك العادل والملك الأفضل ، قد كاتباهم ، فمالوا إليهما لتقدمة الملك العزيز الناصريّة عليهم.
وخرج الملك الظّاهر ، فنزل بقنسرين ، وعيّد بها عيد الفطر ، وعيّد الملك العزيز «بالفوّار» ، وعزم الملك العزيز على الرحيل إلى دمشق ، والنزول عليها ، ورحل أبو الهيجاء السمين والمهرانيّة ، والأسدية في رابع شوال. وساروا إلى دمشق.
ورحل الملك الظّاهر من «قنّسرين» إلى «قراحصار» ، قاصدا حصار منبج ـ وهي في يد الملك المنصور صاحب حماة ـ فلما وصل الملك الظّاهر إلى «بزاعا» ، وصله الخبر بأنّ العسكر خامر على الملك العزيز ، وأنّه رجع عن دمشق ؛ وسار الملك العادل والأفضل خلفه إلى مصر ، فعاد الملك الظّاهر إلى «قرا حصار» حتي انسلخ شوال ، ودخل حلب.
ووصله الخبر بأن الملك العادل والأفضل ، سارا خلف الملك العزيز إلى مصر ، ونزلا على «بلبيس» ، ودخل الملك العزيز إلى مصر ، واستقرّ أمره بها ، وعلم الملك العادل بأنّه لا يتمشّى أمرهما مع الملك العزيز ، فكتب إلى القاضي الفاضل ، وطلب الاجتماع به ، فألزمه الملك العزيز بالخروج إليه ، فاجتمع به ، وأصلح حاله مع الملك العزيز ، وشرط عليه أن يعفو عن