هدمه الملك العادل ـ وكان بين الجسرين اللّذين جدّدهما السلطان الملك الظاهر ـ رحمهالله ـ وعمل مكان ذلك الحوش بغلة (١) فرأى الجند مجتمعين تحت القلعة ، فسيّر «شاذبخت» ، وأحضر بوّابا كان للقلعة ، يقال له «عليّ بن منيعة» وكان جلدا يقظا ، وأمره بالاحتزاز.
فلما أراد أن يدخل من باب القلعة ، تقدّم إليه ، وقال له : «لا تدخل إلّا أنت وحدك». وكان في ركابه جماعة فمنعوهم ، فلم يتمّ له ما أراد.
وعاد ابن زين الدّين إلى داره ، وقيل أنّ ابن مقبل الاسباسلار ، قال له : «أنت تصعد إلى القلعة ، فما هذا الزّرد عليك؟» فعاد ، وجعل يعتذر عمّا شاع في النّاس من فعله.
وكتب شهاب الدّين الوالي وجمال الدّين شاذبخت إلى عزّ الدّين كتابا بخطّ «حسين بن يلدك» ، إمام «المقام». وأخذ تحته خطوط الأجناد ، والنقيب ، والاسباسلار. فلم يمكن «عزّ الدّين» مكاشفته في ذلك ، لقرب «الملك النّاصر» من البلاد.
وبعث «مظفّر الدّين» إلى «عزّ الدين» يعتذر ، ويقول : «إنّ الاسماعيليّة أوعدوني القتل ، وما أمكنني إلّا الاحتزاز بالسّلاح ، أنا ، ومن معي ، وأنكر الحفظة بالقلعة ذلك عليّ ، ولم يكن ذلك لأمر غير ما ذكرته». فلم يقابله على ذلك.
__________________
(١) البغلة دعامة تبنى للجدار الواهي وتحشي الأساس لتقيه من السقوط. موسوعة حلب المقارنة للأسدي ط. حلب ـ مطبعة جامعة حلب.