وأما «طمان» ، فإنه قبض على الجماعة الّذين كانوا معه ، وحبسهم في القلعة ، واطّلع على ما كانوا أضمروه ، وأطلقهم في اليوم الثاني ، وستر هذا الأمر.
ثم وصل قطب الدّين ابن عماد الدّين إلى حلب ، ثم ورد أبوه «عماد الدّين» ، فوصل بأهله ، وماله ، وأجناده ، وزوجته بنت نور الدّين.
ووصل على البريّة من جهة «الأحصّ» (١) ، والتقاه الأكابر من الحلبييّن ، وصعد إلى قلعة حلب ، في ثالث عشر المحرّم ، من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ، وقيل في مستهلّه.
وولّى القلعة «عبد الصّمد بن الحكّاك الموصليّ» ؛ والعسكر ، والخزائن ، والنظر في أحوال القلعة إلى مجاهد الدّين بزغش ، وأنزل «شاذبخت» من القلعة ، والقضاء ، والخطابة ، والرئاسة ، على ما كان عليه ، في أيّام أخيه وابن عمّه.
وولّى الوزارة «بهاء الدّين أبا الفتح نصر بن محمّد بن القيسرانيّ» ، أخا «موفّق الدّين خالد» ـ وزير نور الدّين ـ واستمرّ الشّيعة في أيّامه ، وأيّام أخيه ، على قاعدتهم ، الّتي أقرّهم عليها «الملك الصّالح» ، من إقامة شعارهم بالشرقيّة ، بالمسجد الجامع.
__________________
(١) كانت الأحص كورة كبيرة من كور حلب قصبتها خناصره. معجم البلدان ، هذا ونقل ابن العديم في ترجمته لزنكي الثاني ـ بغية الطلب ص ٣٨٥٧ ـ ٣٨٦٤ وصف دخوله إلى حلب عن عمه ووالده.