ووقع الخلف بين الملك الأفضل والملك الظاهر على دمشق ، فالملك الظاهر يريدها لنفسه ، لأنه أخرج الخزائن ، وبذل الأموال ، وحصرها بعسكره ، والملك الأفضل يريدها لنفسه لأنها بلده ، وأنه أخرج «صرخد» من يده بسببها. وحصل بينهما منافرة أوجبت رحيل الملك الظاهر ، ومعه ميمون القصري ، وسراسنقر ، وأيبك فطيس ، والبكي الفارس ، والقبيسي.
ورحل الملك الأفضل فنزل حمص ، عند صاحبها الملك المجاهد ، وزوّج ابنه «الملك المنصور إبراهيم» بابنة الملك الأفضل.
وسار الملك الظاهر إلى حماة ، فأغار عليها ، وشعّث بلدها ، وصانع صاحبها الملك المنصور ، على مال أخذه منه ، وسار إلى منبج ، وعزم على أن يهجمها بالسيف ، ويقتل جميع من بها ، لأنهم قاموا مع الملك «الفائز» ، فشفع إليه الأمراء في أن يسلّموها طائعين ، ويعفو عنهم ، فتسلّمها ، وأقطعها ابن المشطوب ، في المحرّم من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
ثم دخل إلى حلب ، وأقطع ميمون القصري عزاز ، وشيح ، وبلد الحوّار ، وأقطع أيبك فطيس أقطاعا أرضاه ، وعاد عنه سراسنقر ، وتسلّم السلطان أفاميّة من ابن المقدّم ، وعوضه عنها «بالراوندان».
وتوفي وزير السّلطان الملك الظاهر «جمال الدين أبو غالب عبد الواحد بن الحصين البغدادي» في شعبان سنة سبع وتسعين ، وكان في خدمة أبيه الملك الناصر ، فانتقل بعد موته إلى حلب ، ووزر له ، وصار وزيره