بغير مركوب ، وسيّر عدّة خلع لأمراء الدّولة ، وسيّر مع رسول مفرد خلعة «للملك الصالح» ، على أن يجيء اليه إلى «عين تاب» ، فاستشعر أرباب الدّولة التّدبير من ذلك ، وحصل عند جدّة السّلطان وحشة من ذلك.
واتفق رأيهم ، على أن لبس السّلطان خلعته ، ولم يخلع على أحد من الأمراء شيء ، مما سيّره لهم ، وردّوا الرسول الوارد إلى الملك الصالح بخلعته ، ولم يمكنوه من الوصول إليه ، واستوحشوا من جهة «الملك الكامل».
وكان «الملك الأشرف» ، قد تتابعت من أخيه ، «الملك الكامل» أفعال أوجبت ضيق صدره ، وكان يغضّ على نفسه ، ويحتملها ، فمنها أنه أخذ بلاده الشرقيّة ، حين أعطاه دمشق ، وأخذ من مضافات دمشق ، مواضع متعدّدة.
واتفق أن «كيقباذ» ملك الرّوم ، أخذ «خلاط» ، فضاق ما في يد «الملك الأشرف» جدّا ، وكان ينزل إليه في كلّ سنة إلى دمشق ، في عبوره إلى الشّرق ، فيقيم بدمشق مدّة ، فيحتاج «الملك الأشرف» ، في ضيافته إلى جملة.
وقبض على أملاكه التي كانت له بحرّان ، والرقّة ، وسروج ، والرّها ، ورأس عين ، وعلى جميع تمليكاته التي ملكها بتلك الناحية ، وفتح آمد ، وهو في صحبته ، فلم يطلق له من بلادها شيئا ، وخذله في انتزاع «خلاط» من يد «الرّوميّ» ، فاتفق هو ، والملك المجاهد ـ صاحب حمص ـ والملك المظفّر ـ صاحب حماة ـ وعزموا على الخروج عليه ، وعيّن لكلّ واحد منهم