تاب ، يستحلفه له ، ولابنه «الملك الناصر» ، وعدت ، وقد مات ، في شهر ربيع الأوّل ، من سنة أربع وثلاثين وستمائة.
وتولّى تدبير دولته الأميران : شمس الدين لؤلؤ الأميني ، وعزّ الدين عمر بن محلّى ووزير الدولة القاضي «جمال الدين الأكرم» و «جمال الدّولة اقبال الخاتوني» ، يحضر بينهم في المشورة.
واذا اتّفق رأيهم على شيء ، دخل جمال الدّولة إقبال الخاتوني ، إلى جدّة السّلطان «الملك النّاصر» ، والدة «الملك العزيز» ، وعرّفها ما اتّفق رأي الجماعة عليه ، فتأذن لهم في فعله ، والعلامات على التواقيع ، والمكاتبات إلى الستر العالي الخاتوني ، والدة الملك العزيز. فاتّفق رأيهم ، على أن سيّروا القاضي زين الدّين ـ قاضي حلب ـ والأمير بدر الدّين بدر بن أبي الهيجاء ، إلى مصر ، رسولين إلى «الملك الكامل» ، ليحلّفاه «للملك النّاصر» ، ويتوثّقا من جهته ، واستصحبا معهما كزاغند السّلطان الملك العزيز ، وزرديته ، وخوذته ، ومركوبه.
فلما وصلا إليه ، أظهر الألم والحزن لموته ، وقصّر في إكرامهما وعطائهما ، وحلف للملك الناصر ، على الوجه الذي اقترح عليه ، وخاطب الرسولين بما يشيران به ، عنه ، من تقدمة «الملك الصالح بن الملك الظّاهر» ، على العسكر ، وأن تكون تربية «الملك الناصر» إليه ، فلم ير الجماعة ذلك.
واتّفق بعد ذلك بمدّة ، أن سيّر الملك الكامل خلعة للملك الناصر ،