ذلك العسكر ، ونهبه.
وتخوف أمراء حلب ، أن يكون ذلك بأمر «ملك الرّوم» ، فسيّروا رسولا إلى ملك الروم ، في معناه ، فأنكر ذلك ، وأمر بردّ ما أخذه ، من بلد حلب ، فردّ بعضه ، وانكف عن العيث والفساد.
وبذل «ملك الروم» من نفسه الموافقة ، والنصرة «للملك النّاصر» ، وكفّ من يقصد بلاده بأذى ، فسيّر له تقدمة سنيّة ، من حلب ، على يد «شرف الدين بن أمير جاندار» ، فأكرم الرّسول إكراما كثيرا ، وسيّر اليه رسول في الباطن ، وهو أوحد الدّين ـ قاضي خلاط ـ فاستحلفه على الموالاة «للملك الناصر» ، والذبّ عن بلاده ، ودفع من يقصدها.
واتفق أيضا ، في هذه السنة ، تحرّك الداويّة ، من «بغراس» ، وأغاروا في بلد «العمق» ، واستاقوا أغناما للتركمان ، ومواشي لغيرهم كثيرة.
فخرج «الملك المعظم بن الملك الناصر» يقدم عسكر حلب ، ونزلوا على «بغراس» وحصروها مدّة ، حتى ثغروا مواضع من سورها ، ونفد ما فيها من الذخائر ، وأشرفت على الأخذ ، فسيّر البرنس ـ صاحب أنطاكية ـ وشفع فيهم ، بعد أن كان مغاضبا لهم ، فرأوا المصلحة ، في إجابته إلى ذلك ، وعقدوا الهدنة مع الداويّة ، على «بغراس» ، ورحلوا عنها ، ولو أقاموا عليها يومين آخرين ، لما استطاع من فيها الصبر على المدافعة.
وسار العسكر عن «بغراس» ، بعد أن أخربوها ، وبلدها ، خرابا شنيعا ، ونزل العسكر الاسلامي بالقرب من «دربساك» ، فجمع «الداويّة»