وخرج عسكر حلب إلى جهة «الخوارزمية» ، ومقدّمهم «الملك المعظّم تورانشاه» بن الملك الناصر ، فنزلوا «بالنّقرة» ، ورحلوا منها إلى «منبج» ، وأقاموا بها مدّة. وتجمّع «الخوارزمية» في حرّان ، والحلبيّون غير محتفلين بأمرهم ، وعسكر حلب بعضه في نجدة «ملك الرّوم» في مقابلة «التتار» ، وبعضهم في «قلعة جعبر» ، وبعضهم مفرّقون في القلاع ، مثل «شيزر» ، «وحارم» ، وغيرهما.
وسار الخوارزميّة ، بجملتهم ، في جمع عظيم ، ومعهم «الملك الجواد بن مودود بن الملك الحافظ» ، و «الملك الصالح» بن الملك المجاهد صاحب حمص ـ وكان جمعهم يزيد على اثني عشر ألفا ، وانضم اليهم الأمير «علي بن حديثة» في جموعة من العرب ، وكان استوحش من أهل حلب ، لتقريبهم الأحلاف.
وعبروا بجملتهم من «جسر الرّقة» ، وساروا ، حتى وصلوا نهر «بوجبار» ، وسمع بهم من بمنبج ، من عسكر حلب ، فرحلوا من منبج ، ونزلوا في وادي «بزاعا» ، وأصبح كلّ واحد من الفريقين ، يطلب صاحبه ، وعسكر حلب لا يزيدون عن ألف وخمسمائة فارس.
وتعبّأ كلّ فريق لقتال صاحبه. وأقبل الخوارزمية ـ ومقدّمهم «بركة خان» ـ ومعه «صاروخان» و «بردى خان» و «كشلو خان» وغيرهم ، من أمرائهم ، والملك الجواد ، وابن الملك الحافظ ، وابن صاحب حمص ، وعسكر «ماردين» نجدة معهم وعبروا «نهر الذّهب». والتقى الفريقان ، على