وكان معهم جماعة ، من الرّماة ، والجرخية ، من الفرنج ، فأمّنوا أهلها ، ودخلوها ، وأخذوا من كان بها من العسكر. ورحل «الملك المنصور» والعسكر من «الفرات» إلى «حرّان» ، فعاد الملك المظفّر والخوارزميّة إلى «ميّافارقين» ، وأطلقوا من كان بها ، في صحبتهم ، من العسكر الّذين أخذوهم من «رأس عين» ، ثم توّجه «الملك المنصور» والعسكر إلى آمد ، واجتمعوا بمن كان بها من عسكر الرّوم ، وأقاموا ينتظرون وصول عساكر «الرّوم» ، مع الدهليز ، لمنازلة «ميافارقين».
وتوفّي «الملك الحافظ أرسلان شاه» ، ابن الملك العادل ، بقلعة «عزاز» ، ونقل تابوته إلى مدينة حلب. وخرج السّلطان «الملك الناصر» ، وأعيان البلدة ، وصلّوا عليه ، ودفن في «الفردوس» ، في المكان الذي أنشأته أخته «الملكة الخاتون» ، وتسلّم نواب «الملك النّاصر» قلعة «عزاز» من نوّابه من غير ممانعة ، وذلك كلّه ، في ذي الحجة ، من سنة تسع وثلاثين وستمائة.
واتفق أن خرج «التتار» إلى «أرزن الرّوم» ، واشتغل «الرّوم» بهم ، وأغاروا إلى بلد «خرتبرت» وخاف «الملك المنصور» والعسكر ، من إقامتهم في تلك البلاد ، وأنّهم لا يأمنون من كبسة من جهة «التتار» ، فعادوا إلى «رأس عين» ، فخرج «الملك المظفّر» و «الخوارزميّة» ، إلى «دنيسر» ، فخرج «الملك المنصور» إلى «الجرجب» ، وساروا إلى جهتهم. فوصلهم الخبر أنهم قد نزلوا «الخابور» ، فساروا إلى جهتهم ، ونزلوا «المجدل» ، وكان قد انضاف إلى «الخوارزميّة» جمع عظيم ، من «التركمان» ، يقدمهم أمير يقال له