وسار «السّلطان» من «سيواس» إلى «أقشهر» (١) ، ووصله الخبر بوصول «التتار» ، فسيّر بعض أمرائه ، وعسكر حلب ، ليكشفوهم. فوصلوا إليهم ، ونشب القتال بينهم ، ووقعت بينهم حملات ، فانهزم «التتار» ، بين أيديهم ، ثم تكاثروا ، وحملوا عليهم ، فانكسر عسكر «الروم» وثبت الحلبيون» ، وجرى بينهم كرّات ، وخرج عليهم كمينان ، من اليمين واليسار فأحدقوا بهم ، فلم يسلم منهم إلّا من حمل ، وخرج من بينهم ، وذلك ، في يوم الخميس ، الثالث عشر من المحرّم ، سنة إحدى وأربعين وستمائة.
وانهزم ملك «الرّوم» في الليل ، ليلة الجمعة ، وأجفل أهل بلاد الرّوم ، إلى حلب وأعمالها ، وعاث «التّركمان» في أطراف الرّوم ، ونهبوا من خرج إلى الشّام (٢).
__________________
(١) على مقربة من قونية.
(٢) جاء في نهاية هذه الصفحة من مخطوطة باريس يقول كاتبها : كتبت هذه النسخة من خط مؤلفها المولى الصاحب كمال الدين أبي حفص عمر بن أحمد بن عبد الله بن أبي جرادة الحلبي ، رحمهالله تعالى ، وهذا آخر ما وجدته بخطه.
وذلك لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة ست وسبعين وستمائة ، أحسن الله ختامها ، والحمد لله ، وصلاته على نبيه محمد وسلم.