الدّاية ، فكاتبوا سيف الدّين غازي صاحب الموصل ، ليصل إليهم ، ويسلّموا إليه دمشق ، فخاف أن تكون مكيدة منهم ، فامتنع من ذلك ، وراسل سعد الدّين كمشتكين والملك الصالح ، وصالحهما على الجزيرة ، وابقائها في يده.
فخاف الأمراء ، بدمشق من اتفاق «سيف الدين» و «الملك الصّالح» عليهم ، فكاتبوا «الملك الناصر صلاح الدّين يوسف بن أيوب» ، واستدعوه من مصر ليملكوه عليهم ؛ فسار من مصر في سبعمائة فارس ، والفرنج في طريقه ، فلم يبال بهم ، فخرج إليه صاحب بصرى ـ وكان ممّن كاتبه ـ.
ولما وصل إلى دمشق خرج كلّ من كان بها من العسكر ، والتقوه ، ودخل البلد ، ونزل في دار أبيه المعروفة بدار «العقيقي» (١) ، وعصى عليه في القلعة خادم اسمه «ريحان» فأعلمه أنه إنما جاء في خدمة «الملك الصالح» فسلّم إليه القلعة ، وصعد «الملك الناصر» إليها ، وأخذ ما فيها من الأموال ، فاستعان به ، وتزوّج «خاتون بنت معين الدّين» ، وكانت زوجة «نور الدّين» ، واستخلف أخاه طغتكين سيف الإسلام.
وسار إلى حمص وحماة ، وهما في اقطاع «فخر الدّين مسعود بن الزعفراني». وكان ظالما ، فسار منها بعد موت «نور الدّين» ، فملك «الملك الناصر» في حادي عشر جمادى الأولى ، من سنة سبعين ، مدينة حمص.
__________________
(١) المكان الذي يقوم فيه الآن بناء المكتبة الظاهرية بدمشق.