البيوت فاحتالوا بالطلسمات المانعة فكانت تغيب قليلا ، ثم تعود.
فرفعوا ذلك للملك ، فقال : هذه علامة مكروهة. وأمر أن يعمل لها أخاديد ، ويدفنوها فتهافتت فيها.
وبنى في وقته مدائن بناحية الغرب ، أتلفها كلها الطوفان.
ورفع في وقته المطر ، وقلّ ماء النيل ، وتلفت الزروع بالرياح الحارة والنار.
واحتالوا على ذلك بطلسماتهم فكانت تذهب ثم تعود.
وسبب ذلك أن مناوش كان قد اغتصب امرأة لبعض السحرة ، فعمل على تلاف مصر ، وتبطيل طلسماتها المانعة ، وحركاتها ، وروحانيتها ، فكان يتحيل قليلا قليلا.
وبهذا دخل بخت نصّر (١) الفارسي مصر بعد أن كانت ممتنعة من جميع الملوك.
ثم أن جماعة من جهته فطنوا بفعله ، فأخبروا الملك بذلك ، فرد له امرأته ، فأبطل عنهم ما كان عمله ، وأصلح لهم أمورا كان أفسدها ، وعاد أمر الناس إلى خير وصلاح.
وعاش أفروش وملكهم أربع وستين سنة ، فلما هلك ، قلدوا :
ازماليوس الملك :
لما استقر به الأمر جمع الناس ، فقال : إني أرى الأمم الغربية قد تطرقت نواحكم ويوشك أن تسير إليكم. وأنا مانع لكم منهم على أن تغزوهم. فتجهزوا ، وخرج معهم في جيش عظيم حتى وصل إلى تلك الأمم ، فحاربهم محاربة شديدة وظفر عليهم ، ثم رجع ، وخلف في وجوههم جيشا فهزموهم بعد رجوعه فبلغه ذلك ، فأنفذ لهم ابن عم له يقال له : فرعان / ابن مسور.
وكان أحد الجبابرة الذين لا يطاقون ، وهو أول فرعون سمي ، فسار إليهم في جيش كثيف ، فأجلى تلك الأمم ونفاها إلى أطراف البحر ، ورجع بكثير من الأسارى ، والرؤوس. فأمر الملك بنصبها حول القصر ، وقتل الأسرى ، وكان فيهم كاهنا نشره ، وهو أول من فعل ذلك. فأعظمه (٢) فرعان وزاد في قسمه وأتحفه بخلعه منظومة بالجواهر ، وأمر أن يطاف به في المملكة (٣) ، وأن يذكر فضله. وأنزله ببعض قصوره ، فرأته امرأة من نساء الملك فأحبته ، فامتنع منها لحرمة الملك ، فسمّت الملك في شرابه فمات لوقته ، وحمل إلى الهرم ، وجلس فرعان على سريره ولم ينازعه أحد.
__________________
(١) في المخطوط : بخت النصر ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : فأعظم ، وهو تحريف.
(٣) في المخطوط : في الملك ، وهو تحريف.