فلما حملت مريم بعيسى عليهالسلام أتوا بها إليها فشربت منها فلم يضرها شيئا ولم تر إلا خيرا ، فدعت الله عزوجل أن لا يفضح امرأة مؤمنة ، فغارت العين.
قال : وكان في بيت المقدس حيات عظيمة وكان في قرب كنيسة القمامة معبد فيه اسطوانتان كبيرتان من حجارة على رأسها حيات مصورات مطلسمات فمتى لسعت إنسانا حية في بيت المقدس لم تضره شيئا ، وشرطه أن يقيم الملسوع بالقدس مدة سنة كاملة ، فإن خرج من القدس قبل مضي سنة ولو بيوم واحد مات بالسم لساعته ، وإن استكمل سنة وخرج لم يضره شيء أبدا.
قال : وروى مكحول عن كعب : أن ببيت المقدس من قبور الأنبياء ألف قبر.
وعن عاصم بن سفيان الثقفي : أنهم غزوا غزوة ففاتهم الغرق ، فرابطوا ، ثم رجعوا إلى معاوية ، وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر.
فقال عاصم : يا أبا أيوب ، فاتنا الغرق في هذا العام وقد بلغنا أنه [قال](١) : من صلى في المساجد الأربعة غفر الله عزوجل له ذنبه».
قال : يا ابن أخي ، أدلك على أيسر؟ إني سمعت رسول الله يقول : / «من توضأ كما أمر ، وصلى كما أمر ، غفر له ما تقدم».
رواه الإمام أحمد ، وابن ماجة تفسير قوله تعالى : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) [الحديد : ١٣].
وروى الحاكم في مستدركه عن سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن أبي العوام قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : السور (٢) الذي ذكره الله في القرآن هو الشرقي الذي في باطنه المسجد ، وظاهره وادي جهنم.
وقال : صحيح.
وقد تقدم فيما رواه الإمام أحمد [و](٣) ابن ماجة عن ميمونة : بيت المقدس مقدس في السماوات بمقداره في (٤) الأرض.
وروى أبو سعيد بن زياد الأعرابي قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان بن نمير حدثنا الأعمش عن أبي قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول : إن الحرم لمحرم في
__________________
(١) ما بين المعقوفين يتطلبه السياق.
(٢) في المخطوط : سور ، وهو تحريف.
(٣) في المخطوط : أحمد بن ماجة ، وهو تحريف فاحش لسقوط حرف الواو بينهما فجعلتها بين معقوفين.
(٤) في المخطوط : والأرض ، وهو تحريف.