يا ربّ بغداد اني |
|
اختار بغداد مسكن |
فاجعل بها لي حياة |
|
ويا لغريبين مدفن |
السيد صالح الحلّي (١٢٩٠ هـ ـ ١٣٥٩ هـ)
هو ابو المهدي السيد صالح بن محمد بن حسين الاعرجي الحسيني الحلّي خطيب شهير واديب جريء واستاذ متبحر ولد في الحلّة وصفه صاحب (الطليعة) فاضل مشارك في العلوم شديد العارضة وخطيب بارع في فن الخطابة يتحلى به المنبر اذا اعتلاه ويتجلى به الحفل اذا استملاه ، له في رثاء غريب بغداد ١ :
لهف نفسي على ابن جعفر موسى |
|
عاش في دهره يقاسي الحبوسا |
يا لها من مصيبة عمت الخلق |
|
وأبكت يهودها والمجوسا |
اخرجوه من المدينة قهراً |
|
ومن السم جرعوه كؤوسا |
بلغت من ابي الرضا ما ارادت |
|
واطاعت بقتل ابليسا |
يوم قد بشر الرشيد ولكن |
|
لجميع الانام كان عبوسا |
فقد الناس شخصه ولعمري |
|
فقد الدين شخصه الناموسا |
تكتسي بقعة الحبوس سعوداً |
|
والورى تكتسي عليه النحوسا |
ذو مزايا بفضله ورزايا |
|
قد ملأن الاقلام منها الطروسا |
حملوه والعلم يعدو ويدعو |
|
ان ربع الدروس اضحى دريسا |
ان نعشاً قد شيعوه لعمري |
|
شيع العقل رزؤه والنفوسا |
مذ رآه عم الرشيد سليمان |
|
على الجسر لن يطيق الجلوسا |
فسعى صارخاً اليه ينادي |
|
يا بن عمي من ذا يرد الخميسا |
____________
(١) شعراء الحسين عليهالسلام ج ١ / ١٢٠. وشعراء الحلة / لعلي الخاقاني (٣ : ١٤٢) ط ٢ بيروت ١٣٥٩ هـ / ١٩٧٥ م.