بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمدُ لله ربّ العالمين والصلاةُ والسلام على خير خلقه وأشرف بريّته محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله وعلى آله الكرام الطيبين الطاهرين.
بعث الله محمّداً صلىاللهعليهوآله خاتماً لأنبيائه وسيداً لرسله ، وجاء بالاسلام هدىً للناس ورحمة ، يحملُ للنوع البشري كلّ ما يحتاجه في معاده ومعاشه في دنياه وآخرته ، وجميع ما يفيده منفرداً وما ينفعه مجتمعاً ، هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيراً.
هذّب النفوس بعد ما أفسدها الشرك بالله العظيم ، حيثُ رسمَ لهم الطريق القويم ونهج لهم الصراط المستقيم ، وهداهم إلى سبيله ، كذلك حمّله القرآن الكريم وفيه رسالة الإسلام العظيم ، ينطق بالحق ووضع القاعدة الأساسية للدستور ، فكان مصدقاً رئيساً للتشريع ، حيثُ بيّن للناس الأحكام وعرفهم شرائع الإسلام ، كما فسّر لهم القرآن وعلمهم الحلال والحرام ، بحديثه وقوله وتقريره وفعله فدعيت الأخيرة بالسنة النبوية الشريفة ، فكان محمّد صلىاللهعليهوآله هو القرآن الناطق ، يصدع بالحق ، وينطق بالصدق ولكنّ من المؤسف له ان إمتدت إليه يدُ التحريف في حياته وبعد مماته صلىاللهعليهوآله يقول سُلَيم بن قيس لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : « إنّي سمعتُ من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئاً في تفسير القرآن وأحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآله غير ما في أيدي الناس ، ثمّ سمعتُ منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة وأنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أنها باطلة ، أفترى الناس يكذبون رسول الله صلىاللهعليهوآله ، متعمدين ، ويفسرون آيات الله بما تشتهي نفوسهم وتميل لها رغبتهم ؟ ».
فقال عليّ عليهالسلام جوابك : أنّ في أيدي الناس حقاً وباطلاً ... صدقاً وكذباً ،