ايُمسي في ثرى بغداد حيناً |
|
سجينا يكظم الغيظ الوبيلا |
ثوى رهن السجون بلا نصير |
|
وغرّة مجده أبت الاُفولا |
فوا لهفي عليه يسام خسفا |
|
يجرّ وراءه القيد الثقيلا |
أبيّ الضيم جلّ الخطب فينا |
|
يحزّ فؤادنا عضباً صقيلا |
وايام ظلمت بها فاضحت |
|
تلوح بطرفنا جيلا فجيلا |
وتطفح بالكآبة والرزايا |
|
لتسقى أرضنا دمعا همولا |
وكنت السيف يحصد كل باغ |
|
تلوح بدربه أسدا صؤولا |
وانت ابن الاكارم من لؤي |
|
كليث الغاب تحتضن الشبولا |
فكم لك في العلى شرف وعز |
|
وفخر يصنع المجد الأثيلا |
سليل المكرمات ونجل طه |
|
لقد ابكيتنا زمناً طويلا |
وكم سقيت محافلنا دموع |
|
عليك وضجت الدنيا عويلا |
مصابك عزّ في الاسلام دوماً |
|
سيبقى يومك الدامي جليلا |
وقبرك بات منجىً لا يدانى |
|
فمد على الورى ظلاً ظليلا |
الشيخ سليمان ظاهر (١٢٩٠ هـ ـ ١٣٨٠ هـ)
هو الشيخ سليمان بن
محمد بن علي النباطي العاملي الشهير بـ ظاهر من احفاد الشهيد الثاني. ولد في النبطية ونشأ بها انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق (مجمع اللغة العربية حاليا) بالنظر لما تحويه هذه القصيدة من الصور الصادقة المعبرة عن خواطر واحد من كبار رجال العلم والادب وولائه وايمانه وهي قطرة من بحر واسع من الشعر الذي خص به الامام بصفة الكاظم عليهالسلام وخصت به المدينة بوصفها مدفن الامامين الكاظمين موسى بن جعفر وحفيده