وغيّب في تلك الطّوامير شخصه |
|
ونور هداه عمّت الكون أضواه |
فلم يبلغوا ما أمّلوه فحاولوا |
|
بإِزهاقهم نفس الهداية إطفاه |
إلى أن قضى باب الحوائج نازحاً |
|
وما حضرته ولده وأحبّاه |
فراح وحمّالون تحمل نعشه |
|
وقد أدرك الأعداء ما تتمنّاه |
فلم نر نعشاً كان سجناً فقد سرى |
|
وأقياده ما بارحتهنّ رجلاه |
ألم يكفهم في السّجون أفني عمره |
|
وإزهاق تلك النّفس ظلماً وإيذاه |
فقد عاش دهراً في السّجون وبعدها |
|
أذاقوه سمّاً فقطع أحشاه |
كأنّهم آلوا ولو كان ميّتاً |
|
من السّجن لا ينفكّ حتّى بمثواه |
وسارت وراء النّعش بشراً ولم تسر |
|
لتشييعه والكون زلزل أرجاه |
فلهفي له والشّمس تصهر جسمه |
|
على الجسر مطروحاً حفّ أعداه |
بنفسي إمام الكائنات لفقده |
|
أسىً أصبحت تلك العوالم تنعاه |
الشيخ عبد الحسين الحويزي (١٢٨٩ هـ ـ ١٣٧٧ هـ)
هو الشيخ عبد الحسين بن عمران بن يوسف بن احمد بن درويش ابن نصار الحويزي النيسي ١ ويعرف بالخياط شاعر شهير واديب واسع الاطلاع وكان شيخ أدباء عصره ولد في النجف الاشرف له معلومات واسعة في الرياضيات والهندسة والجفر والكيمياء اضافة الى شعره وادبه ومواصله دروسه وكان ينظم الشعر الى جانب التجارة وعاش نصف حياته في كربلاء وتوفي بها عام ١٩٥٧ ونقل جثمانه إلى النجف الاشرف وقد حقق جزأين من دواوينه وطبعها د. حميد مجيد
____________
(١) الصواب : النيسي وليس الليثي نسبة إلى قبيلة (نيس) كما حققناه فيما بعد (المراجع) ما قيل سابقاً ونُسب إلى بني ليث فهو غلط