هدو.
وله في الامام الكاظم عليهالسلام ١ :
ما للزمان قديماً طرده انعكسا |
|
وطالع النجم فيه سعده نحسا |
وبارق البشر ما افتّرت مياسمه |
|
والعالم في كل عصر وجهه عبسا |
كم فيه مارت خطوب اثرها خفقت |
|
فقماء تحرق غصن الصبا نفسا |
فالعيش فيه حطام والهنا نكد |
|
والنور في ظلام والصّباح مسا |
ما عذر من بالهوى شبت مغارسه |
|
يمضي وتجني صروف الدهر ما غرسا |
ما من كريم يد إلا وساحته |
|
جفّت وعود الحيا عن ريّها يبسا |
وبينما الدهر اذ صيرته فرساً |
|
لمن تفرسه في نابه افترسا |
اذا تيقظت الدنيا لطالبها |
|
فطرفه بالردى من طرفها نعسا |
مثل الضئيلة موّاج بريقتها |
|
سم ويحسبه من شوقه لعسا |
فالدهر حالاته في اهله اختلفت |
|
بالفكر اشكل منه الامر فالتبسا |
من راحة الدهر كل الناس في تعب |
|
لعل يطلقهم من عفوه وعسى |
وكيف تطلق من دهر حوادثه |
|
موسى بن جعفر احقاباً بها حبسا |
ما ضعضع الخطب جنبا من تصبره |
|
وبالردّى هو كالطود العظيم رسا |
باب الحوائج في الاغلال مرتهنا |
|
يبيت والوجه منه يكشف الغلسا |
ويعقد التاج هارون بمفرقه |
|
وحوله العز مهما قام او جلسا |
ويل الرشيد قفا اثر الضلال عمى |
|
واخطأ الرشد مهما طنّ او حدسا |
على ابن جعفر باتت عينه رصدا |
|
في كل ليل وقامت حوله حرسا |
فشاهدته على الحالين منتصباً |
|
للذل صعباً ولكن للأبا سلسا |
____________
(١) ديوان الحويزي / تحقيق حميد مجيد هدو / ج ٢ ص ١٣٤ ـ ١٣٦ وينظر ديوانه بجزأيه اللذين حققناهما وصدرا عامي ١٩٦٤ ـ ١٩٦٥ م وتراجع حياته فيهما.