ولبّى غدا مبتلىً في ولاه |
|
ولباه قدماً وفيه اعترف |
وما السّلسبيل سوى حبّه |
|
ومن صفوه السّلسبيل اغترف |
إلى مثله عاد أمر الإِله |
|
سوى قدسه سرّه ما عرف |
ولم أنسه عند قبر النبيّ |
|
إلى الله مبتهلاً قد عكف |
يصلّي لباريه محتدماً |
|
وعن فرق دمعه قد ذرف |
فلهفي له إذ تعادوا عليه |
|
وساموه نفسي فداه التّلف |
وقد أركبوه ذلول الصّغار |
|
وفيه حدوا بهوان العنف |
وغالوه قسراً حَليف السّجون |
|
لرشق سهام الشّجون هدف |
وما زال فيها أليف الضّنا |
|
طريد الرّزايا حليف الأسف |
هو الطّود صبراً ولكنّه |
|
تداعى اندكاكاً بفرط الضّعف |
ولا زال للغيظ كاظمه |
|
وما جفّ منه العزا في الجنف |
ولم نلف جرماً له بينهم |
|
سوى حمله للعلا والشّرف |
فأصبح ترتاده المرجفات |
|
وفوراً فما طاش حلماً وخف |
فقام بها حاملاً عبثها |
|
وفي حملها عزمه ما وقف |
إلى أن قضى حرّ قلبي له |
|
بسمّ به قد عراه التّلف |
قضى صابراً نازحاً عن حماه |
|
غريباً وليس له مزدلف |
قضى يا بنفسي بعيد المدى |
|
وبدر الهدى برداه انخسف |
قضى يا بنفسي وقد وضعوه |
|
على الجسر مطّرحاً في طرف |
ونودي عليه بلا حبرة |
|
لعلياه إذ قلّ من قد عرف |
تمرّ البرايا حموعاً عليه |
|
ورأي الجميع عليه اختلف |