ولما تولى الوزارة معين الدين حسين ابن شيخ الشيوخ ابن حمويه في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب بنى إيوانا للتدريس ، وبيوتا للفقهاء في مكان المسجد الحالي بجوار المشهد ، ثمّ توالت التجديدات والصيانات والإصلاحات والتوسعات بهذا الحرم المصري ، ولا زالت تتوالى حتى اليوم وغدا بإذن الله.
٢) وصف القبة المباركة :
وقد كتب ابن جبير وصفا شاملا دقيقا للقبة والمدرسة جاء فيه :
«فمن ذلك المشهد العظيم الشأن الذي بمدينة القاهرة حيث رأس الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه ، وهو في تابوت من فضة مدفون تحت الأرض ، قد بني عليه بنيان جميل ، يقصر الوصف عنه ، ولا يحيط الإدراك به ، مجلل بأنواع الديباج ، محفوف بأمثال العمد الكبار شمعا أبيض ، ومنه ما هو دون ذلك ، قد وضع أكثره في أتوار فضة خالصة ومذهبة ، وعلقت عليه قناديل فضة ، وحفّ أعلاه كله بأمثال (التفافيح) ذهبا في مصنع شبيه الروضة ، يقيد الأبصار حسنا وجمالا ، فيه من أنواع الرخام المجزع الغريب الصنعة البديع الترصيع مما لا يتخيله المتخيلون ، والمدخل إلى هذه الروضة على مسجد على مثلها في التأنق والغرابة ، وحيطانه كلها رخام على الصفة المذكورة ، وعلى يمين هذه الروضة المذكورة وشمالها ، وهما على تلك الصفة بعينها ، والأستار البديعة الصنعة من الديباج معلقة على الجميع».
* * *