رابعا : دليلان آخران :
الدليل الأول :
لقد أراد الله أن يقطع حجّة القائلين بعدم وجود الرأس بالقاهرة ، وأن يسمهم على الخرطوم ، فقد عثر الباحثون بالمتحف البريطاني بلندن من سنوات [أشرنا إليها بمجلة المسلم في حينها] على نسخة خطية محفوظة من «تاريخ آمد» لابن الأورق (المتوفى عام ٥٧٢ ه) ، وهي مكتوبة عام (٥٦٠ ه) ـ أي قبل وفاة المؤرخ باثنتي عشرة سنة ـ ومسجلة بالمتحف المذكور تحت رقم (٥٨٠٣ شرقيات) ، وقد أثبت صاحب هذا التاريخ بالطريق اليقيني أن رأس الحسين قد نقل من عسقلان إلى مصر (عام ٥٤٩ ه) ، أي في عهد المؤرخ ، وتحت سمعه وبصره ، وبوجوده ومشاركته ضمن جمهور مصر العظيم في استقبال الرأس الشريف.
ولا نظن أن مخلوقا يتمتع بذرة من الإنصاف يماري في وجود الرأس الشريف بمصر بعد ذلك ، أو يماري في أن ظهور هذه النسخة الخطية من هذا الكتاب في هذا الوقت إنّما هو كرامة لأهل البيت جميعا ، وللحسين رضياللهعنه بخاصة ، ولو علم (ابن تيمية) وهو خصم الحسين الأخصم بذلك لتاب إلى الله من قوله (ولعلّها رأس يهودي بمصر) ، سامحه الله ، وبصّر السائرين على منهجه ، بما هو أهدى وأندى وأجدى.
الدليل الثاني :
معروف أنّ الدولة الفاطمية بمصر كانت محل تناظر وتنافس بالغ ومخاصمة مع الدولة العبّاسية بالعراق ، وكانت كل دولة منها تتسقط