لذكرى ابنته (زينب) التي استشهدت في (بدر) بعد أن طعنها مشرك في بطنها وهي حامل ، (ومعنى زينب : الفتاة القوية المكتنزة الودود العاقلة).
اشتهرت زينب بجمال الخلقة والخلق ، اشتهارها بالإقدام والبلاغة ، وبالكرم وحسن المشورة ، والعلاقة بالله ، وكثيرا ما كان يرجع إليها أبوها وأخوتها ، في الرأي ويأخذون بمشورتها لبعد نظرها وقوة إدراكها.
تزوجت بابن عمها عبد الله بن جعفر (الطيّار) بن أبي طالب ، وكان عبد الله هذا فارسا شهما نبيلا كريما اشتهر بأنه (قطب السخاء). وهو أول طفل ولد أثناء الهجرة الأولى بأرض الحبشة ، وهو يكبر (زينب) بخمس سنوات ، أي أنه عاصر إشراق النبوة عشر سنوات ، ومنه أنجبت ذكورا وإناثا ، ملئوا الدنيا نورا وفضلا ، وهم : جعفر ، وعليّ ، وعون الأكبر ، ثم أم كلثوم ، وأم عبد الله ، وإليهم ينسب الأشراف الزيانبة ، وبعض الأشراف الجعافرة (١).
* إذنها لزوجها بالزواج من أخرى :
ولما شغلت السيدة زينب رضياللهعنها بأمر الدعوة ، مع أخويها الإمامين : الحسن والحسين رضياللهعنهما ، وكان لها درس دوري حافل تثقف فيه النساء وتعلمهن أمور الدين والدنيا.
__________________
(١) وقد بسط الإمام السيوطي القول في ذرية السيدة زينب رضياللهعنها في رسالته «العجاجة الزرنبية فى السلالة الزينبية» ، وقد حكى فيها الإجماع على أن ذرية السيدة «زينب» رضياللهعنها من الأشراف آل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، اعتمادا على حديث مسلم.