٥) البناء الحالي للمسجد :
ولما قدم مصر السلطان عبد العزيز سنة ١٢٧٩ ه ، وزار المقام الحسيني الشريف أمر الخديو إسماعيل بعمارته وتشييده على أتم وأحسن نظام ، وقد استغرقت هذه العملية بإشراف راتب باشا عشر سنوات إذ تمت سنة ١٢٩٠ ه ، وقد أسهب على مبارك في خططه في وصف المسجد ، وهو البناء الحالي ، وما بذله الخديو إسماعيل الذي فتح بجوار المشهد (سنة ١٢٩٥ ه / سنة ١٨٧٨ م) شارع السكة الجديدة من آخر الموسكي شرقا حتّى وصل إلى تلول البرقية المعروفة ب (الدرّاسة) الآن ، و (الموسكي) نسبة إلى (موسك) أحد كبار الدولة الأيوبية الذي أنشأ هذا الشارع ، وقد انتقد علي مبارك سوء التصرف الهندسي الذي قام على أساسه المسجد والواجهة والنوافذ والأبواب ، أشد الانتقاد ، وتابعه كثيرون ، فإنها دون ما كان يرجى لهذا المشهد العظيم.
* * *
٦) قاعة المخلفات النبوية :
وقد أنشئت للمخلفات النبوية قاعة خاصة جنوبي المرقد الحسيني الشريف ، بنيت على أحسن طراز ، وزيّنت أفخر زينة ، وللقاعة الشريفة بابان : أحدهما إلى المسجد ، والآخر يؤدي إلى القبة.
وقد كتب على جدران الغرفة من الداخل على الرخام : البسملة وسورة (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ).