أولئك الذين لعنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأمّا إذا أمن ذلك فلا امتناع».
١٤) خاتم المرسلين يصلي بقبور مرسلين :
روى الإمام ابن حبان في صحيحه ، وصححه بسنده عن محمد بن أحمد بن إبراهيم ، عن أبي هريرة رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لما أسري بي إلى بيت المقدس ، مرّبي جبريل إلى قبر ابراهيم عليهماالسلام فقال : انزل هنا ، صلّ ركعتين ؛ فإنّ هاهنا قبر أبيك إبراهيم عليهالسلام ، ثمّ مرّبي إلى بيت لحم ، فقال : انزل صل هاهنا ركعتين ؛ فإنّ هاهنا ولد أخوك عيسى عليهالسلام» (١).
__________________
(١) الحديث المذكور ليس في صحيح ابن حبان ، وإنما أورده ابن حبان في كتابه (المجروحين) (ج ١ ص ١٩٦ ، ١٩٧) ، وقال : «هذا شيىء لا يشك عوام أصحاب الحديث أنه موضوع ، فكيف بالبزل ـ الرجال الكمل ـ في هذا الشأن». وقال عن بكر بن زياد الباهلي أحد رواة الحديث : «شيخ دجال يضع الحديث على الثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه».
قال الحافظ الذهبى في الميزان (٢ / ٦١) بعد أن أورد كلام ابن حبان : «صدق ابن حبان». وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (٢ / ٥٠): «والموضوع منه من قوله «ثم أتي بي الصخرة» ، وأمّا باقيه فقد جاء في طرق أخري فيها الصّلاة في بيت لحم وردت من حديث شداد بن أوس».
والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات (١ / ١٦٢) ، والسيوطي في اللآلىء المصنوعة (١ / ١٣) ، وابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة (١ / ١٣٧) ، ومحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي في فضائل بيت المقدس (١ / ٥٨).
وعلى هذا يكون جعل الحديث صحيحا ، وفي صحيح ابن حبان ، من الوهم الذي وقع فيه صاحب كتاب التبصير ، وسبحان من له الكمال.