ولما رأت أنّها لا تستطيع أن تجمع بين واجب الجهاد وواجب الزوجية ، أذنت لزوجها عبد الله بن جعفر أن يتزوج ، فتزوج (الخوصاء الوائلية) ، ورزق منها ب (محمد وعبيد الله) ، اللذين استشهدا مع الإمام الحسين في كربلاء ، ثم تزوج عبد الله ب (جمانة المزارية) بنت المسيب أمير التوابين (الذين خرجوا بعد مقتل الحسين رضياللهعنه على ابن زياد ، من أجل أهل البيت) ورزق منها ب (عون الأصغر) ، الذي استشهد يوم الحرة ، مع (أبي بكر) أخيه من (الخوصاء) زوجة أبيه.
* مشاركتها في الأحداث الكبرى :
ولمّا خرج الإمام الحسين رضياللهعنه في جهاد الغاصب الفاسد (يزيد بن معاوية) شاركته (زينب) في رحلته وقاسمته الجهاد ، فكانت تثير حمية الأبطال ، وتشجع الضعفاء ، وتخدم المقاتلين .. وقد كانت أبلغ وأخطب وأشعر سيدة من أهل البيت خاصة والنساء عامة في عصرها.
ولما قتل الحسين وساقوها أسيرة مع السبايا ، وقفت على ساحة المعركة تقول : «يا محمداه ، يا محمداه : هذا الحسين في العراء .. مزمّل بالدماء ، مقطع الأعضاء ، يا محمداه .. هذه بناتك سبايا ، وذريتك قتلى تسفي عليها الرياح» فلم تبق عين إلا بكت ، ولا قلب إلا وجف.
كما كان لها مواقفها الجريئة الخالدة مع ابن زياد ، ومع يزيد ، وبها حمى الله فاطمة الصغرى بنت الحسين من السّبي والتسري ، وحمى الله عليّا الأصغر زين العابدين من القتل ، فانتشرت به ذرية الإمام الحسين ، واستمرت الثورة على الفساد ، ولا تزال ، ولقبت زينب بلقب (بطلة كربلاء : زينب).