* نزولها إلى مصر ومنازلها فيها :
وفي العشر الأواخر من رمضان سنة (١٩٣ هجرية) نزلت مصر مع زوجها وأبيها وابنها وبنتها ، لزيارة من كان بمصر من آل البيت ، بعد أن زارت بيت المقدس وقبر الخليل ، واستقبلها أهل مصر عند العريش أعظم الاستقبال حتّى إذا دخلت مصر أنزلها السيد (جمال الدين عبد الله الجصاص) ، كبير تجار مصر ، في داره الفاخرة ، ثمّ انتقلت إلى دار (أم هانىء) بجهة المراغة المشهورة الآن بالقرافة ، وهناك كان إكرام الله لها بأن شفى من ماء وضوئها الفتاة المقعدة بنت أبي السرايا أيوب بن صابر اليهودي ، فأسلم أهلوها ومن كان معهم.
وحاول أبو السرايا نقل السيدة نفيسة إلى داره في درب الكروبيين ، وكان لهذه القصة دويّ هائل في أهل مصر ، فلازموا دارها ليل نهار بالمئات ، يلتمسون البركات ، وينتظرون الدعوات.
وهنا أزمع زوجها العودة بها إلى الحجاز ، فاستمسك أهل مصر بوجودها بينهم ، ورأت في المنام جدها المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم يأمرها بالإقامة في مصر ، فوهبها (عبد الله بن السري بن الحكم) والي مصر داره الكبرى بدرب السباع ، وهي الدار التي كانت لأبي جعفر خالد ابن هارون السلمي من قبل ، وحدد لزيارتها يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع ، مراعاة لصحتها ، وتمكينا لها من عبادتها ، وكانت تخدمها (زينب بنت أخيها يحيى المتوج) حتّى انتقلت إلى الرفيق الأعلى.