* نصوص أدلة الأستاذ حسن قاسم :
يقول الأستاذ : إن عليّ باشا مبارك ذكر في خططه أنّه لم يقف على أول من أنشأ هذا المسجد الزينبيّ قبل القرن العاشر الهجري ، وأنّه نقل عن الرحالة (ابن جبير) ما زاره من المشاهد التي من جملتها مشهد ل (زينب بنت الإمام يحيى بن الحسين بن عليّ).
ثمّ ذكر فضيلته أنّ الإمامين : الطبري ، وابن الأثير ، كلاهما جزم باستقرار السيدة زينب رضياللهعنها في المدينة ، فمنعا لهذا الإيهام أقول :
أولا : كلام محمد الكوهن الفاسي :
جاء في رحلة الفقيه الأديب الرحالة (أبو عبد الله محمد الكوهن الفاسي) التي عملها في أواخر (القرن الرابع الهجري) أنه دخل القاهرة في (١٤ من المحرم سنة ١٣٦٩ ه) والخليفة يومئذ (أبو النصر : نزار بن المعز لدين الله أبي تميم الفاطمي) فزار جملة من المشاهد من بينها هذا المشهد ، وذكر ما عاينه من الصفة التي كان عليها وقتئذ ، فقال :
دخلنا مشهد (زينب بنت عليّ) على ما قيل لنا ، فوجدناه داخل دار كبير ، وهو في طرفها البحري ، يشرف على الخليج ، فنزلنا إليه بدرج وعاينا الضريح ، فوجدنا عليه (دربوزا) يعني (دار بزين) قيل لنا : إنّه من خشب القماري فاستبعدنا ذلك ، لكن شممنا منه رائحة طيبة ، ورأينا بأعلى الضريح قبة بناءها من الجص ، ورأينا في صدر الحجرة ثلاثة محاريب ، أطولها الذي في الوسط ، وعلى ذلك كله نقوش غاية في الإتقان ، ويعلو باب الحجرة : (زليخة) قرأنا فيها بعد (البسملة) :