* من دخل مصر بعد سكينة :
وكان أول من جاء مصر بعد سكينة عمتها نفيسة (الكبرى) بنت زيد الأبلج ، بعد طلاقها من الخليفة الأموي ، ثمّ جاءت من بعدها نفيسة (الصغرى) بنت الحسن الأنور ، كما فصلنا ذلك من قبل.
وبعد هذا تتابع دخول أهل البيت إلى مصر وإقامتهم بها ، لما وجدوا من أهلها من صدق الحب ، ولبعدها عن مواطن الفتن والائتمار ، ومشاكل الأمور السياسية ، وقانا الله فتنتها.
* دعاوى أهل الباطل :
ولقد ادّعى الوضاعون ، وخصوم أهل البيت دعاوى على السيدة سكينة ، يبرأ منها الحق إلى الله ، كادعائهم شغفها بالغناء واللهو ، واختلاطها بالرجال ، وإشاعتها عقصات الشعور ، وغير ذلك مما قصد به محاولة الإساءة إلى أهل البيت ، ثمّ نقله كثير من المؤلفين بحسن النية أو سوئها ، وشاع ذلك على بعض الألسن بدون وعي ، وهو دخيل باطل فاسد مدسوس لئيم ، لا ينبغي السكوت عليه من مسلم ، لما فيه من قصد التشهير ببيت النبوة والاحتيال للوصول إلى اغتماز شخص النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبالتالي تجريح رسالته المقدسة .. كيف والله تعالى يقول : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ،) فهل نصدق الله أم نصدق الرواة الكاذبين ، والرواة الذين يغلبهم حسن النية أو التأويل والاعتذار.
والذى لا شكّ فيه ، أنّ (سكينة النبوية) كانت أديبة ذواقة ناقدة عالمة