وتوفيت ليلة الخميس تاسع المحرم سنة ثلثمائة وثلاث وثمانين ، ودفنت بمنطقة الدرب الأحمر ، ويوجد قريبا من مشهدها مزارا للشيخ الحموي أحد الصّالحين.
ويقول بعض المؤرخين : إنّ المزار والمسجد الأثري المعروف باسم (الملكة صفية) في هذه المنطقة هو للشريفة صفية بنت إسماعيل الحسنية رضياللهعنها ، والله أعلم بالحقيقة.
* * *
(٨)
السلطان الحسين أبو العلاء
هو العارف بالله : الحسين أبو عليّ بن الحسن الأكبر (هو السلطان حسن الأكبر الموجود مسجده في الشارع المعروف باسمه الآن في عابدين) الملقب بالأنور بن السيد عليّ البدري ، يصل نسبه إلى الإمام الحسين بن عليّ.
ولد رضياللهعنه بمكة المكرمة في أواخر القرن الثامن الهجري ، ثمّ نزح من مكة إلى القاهرة ، ونزل بساحل النيل بأرض فضاء مملوءة بالبرك والبوص ، واتخذ خلوة ، فجاء النّاس من كل فجّ وسكنوا بجواره ، حتّى أصبحت منطقة شديدة الزحام (بولاق أبو العلا الآن). وأصبحت الخلوة زاوية فمسجدا ، وألحق بها قبة دفن بها الشيخ أبو العلا بعد وفاته.
لم يسلم السلطان من الحاقدين الذين اتهموه بالسحر ، وحرضوا عليه الصبيان ليرموه بالحجارة ، وحاكموا عددا كبيرا من تلاميذه ، ولكنه صمد وبلغ درجة عالية من المعرفة ، وأفاض الله عليه الكثير من أسراره.