(ثم الترتيل) (١) للقراءة ، وهو لغة : الترسل فيها ، والتبيين بغير بغي ، وشرعا ـ قال في الذكرى ـ : هو حفظ الوقوف ، وأداء الحروف وهو المروي عن ابن عباس ، وقريب منه عن علي عليهالسلام إلا أنه قال : وبيان الحروف ، بدل أدائها.
______________________________________________________
(١) شروع في مستحبات القراءة وستأتي الإشارة على استحبابه من المصنف ، واستحبابه متفق عليه ويدل عليه قوله تعالى : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (١) ومرسل ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليهالسلام (ينبغي للعبد إذا صلى أن يرتل في قراءته ، فإذا مرّ بآية فيها ذكر الجنة وذكر النار سأل الله الجنة وتعوذ بالله من النار) (٢) والمرسل عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليهالسلام (إن القرآن لا يقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلا) (٣) وخبر عبد الله بن سليمان (سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله (عزوجل) (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) ، قال عليهالسلام : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : بيّنه تبيانا ، ولا تهذه هذّ الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن اقرعوا به قلوبكم القاسية) (٤).
وعن الجوهري في الصحاح أنه لغة «الترسل فيها والتبيين بغير بغي» ، والحاصل أنه التمهل بالقراءة من غير عجلة وهذا ما نص عليه في مجمع البحرين أيضا. وعن الشارح في المسالك والروض أن له تفسيرات متعددة شرعا.
الأول : ما عن المحقق في المعتبر أنه تبيين الحروف من غير مبالغة ونقل أيضا عن الشيخ.
الثاني : ما عن العلامة في النهاية أنه بيان الحروف وإظهارها ولا يمدّها بحيث يشبه الغناء.
الثالث : ما عن الشهيد في الذكرى أنه حفظ الوقوف وأداء الحروف وفي الذكرى أنه المروي عن ابن عباس وعلي عليهالسلام إلا أنه قال : وبيان الحروف بدل أدائها.
وهذه التفاسير إن رجعت إلى المعنى اللغوي فهو وإلا فالعمدة عليه لنص أهل اللغة عليه ولأنه قد جعل في قبال الهذرمة في المرسل عن علي بن أبي حمزة وهو ما يفيد أن معنى الترتيل هو التمهل بالقراءة من غير عجلة.
__________________
(١) المزمل الآية : ٤.
(٢) الوسائل الباب ـ ١٨ ـ من أبواب القراءة في الصلاة حديث ١.
(٣) الوسائل الباب ـ ٢٧ ـ من أبواب قراءة القرآن حديث ٤.
(٤) الوسائل الباب ـ ٢١ ـ من أبواب قراءة القرآن حديث ١.