بمحذوف من جنسه ، ومتعلق الجار في «وبحمده» هو العامل المحذوف ، والتقدير سبّحت الله تسبيحا وسبحانا وسبّحته بحمده ، أو بمعنى والحمد له نظير (مٰا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) أي والنعمة له ، (ورفع الرأس منه) (١) ، فلو هوى من غير رفع بطل (٢) مع التعمد ، واستدركه مع النسيان (٣) ، (مطمئنا) (٤) ولا حدّ لها (٥) ،
______________________________________________________
أو بحمده أنزّهه فيكون عطفا لجملة على جملة ، وقيل : معنى (وبحمده) والحمد له على حدّ ما قيل في قوله تعالى : (مٰا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) ، أي والنعمة لربك (١) والعظيم في صفته تعالى من يقصر كل شيء سواء عنه ، أو من انتفت عنه صفات النقص ، أو من حصلت له جميع صفات الكمال ، أو من قصرت العقول عن أن تحيط بكنه حقيقته ، فإن الأصل في العظيم أن يطلق على الأجسام يقال : هذا الجسم عظيم وهذا الجسم أعظم منه ، ثم ينقسم إلى ما تحيط به العين وإلى ما تحيط به كالسماء والأرض ، ثم الذي لا تحيط به العين قد يحيط به العقل وقد لا يحيط ، وهو العظيم المطلق ، ويطلق على الله تعالى بهذا الاعتبار مجردا عن أخذ الجسم جنسا في تعريفه) انتهى كلامه.
(١) أي من الركوع.
(٢) بل بطلت صلاته ، وهو مذهب علمائنا كما في المعتبر وغيره للنبوي (ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما) (٢) وخبر أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام : (إذا رفعت رأسك من الركوع فأقم صلبك فإنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه) (٣) وهذا الخبر دال على الطمأنينة حال الرفع أيضا ، وصحيح حماد : (ثم استوى قائما فلما استمكن من القيام قال : سمع الله لمن حمده) (٤) وهذا أيضا دال على الطمأنينة.
(٣) مع بقاء محله وإلا إذا أتى بركن ثم تذكر عدم القيام فلا شيء عليه لحديث (لا تعاد الصلاة) (٥).
(٤) حال الرفع وقد تقدم دليله.
(٥) أي للطمأنينة.
__________________
(١) والمعنى : ما أنت بمجنون والنعمة لربك.
(٢) الذكرى : المسألة الأولى من مسائل الركوع.
(٣) الوسائل الباب ـ ١٦ ـ من أبواب الركوع حديث ٢.
(٤) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب أفعال الصلاة حديث ١.
(٥) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب قواطع الصلاة حديث ٤.