.................................................................................................
______________________________________________________
ـ ومنها : ما ورد في بيان كيفية الجمعة وأحكامها كخبر عمر بن حنظلة : (قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : القنوت يوم الجمعة ، فقال عليهالسلام : أنت رسولي إليهم في هذا ، إذا صليتم في جماعة ففي الركعة الأولى وإذا صليتم وحدانا ففي الركعة الثانية) (١).
ونوقشت هذه الأخبار بأنها إذن خاص لجماعة خاصة كما في خبري زرارة وعبد الملك أو أنها إذن في وقت الحضور فقط ، أو أنها قد صدرت من إمامين وهما الباقر والصادق وهذا ينفع بالنسبة لمن كان في عصرهما وأما في عصر زمن الغيبة فلا يجدي إلا إذن الغائب عليهالسلام وهو غير موجود.
والمناقشة مردودة لأن هذه الأخبار ظاهرة في أن حكم الجمعة بنفسها عند عدم وجوبها لعدم حضورها مع المعصوم هو استحباب إتيانها بمعنى أنها أحد فردي الواجب من الظهر والجمعة إلا أن الجمعة أفضل لمكان الحث عليها والترغيب بها.
هذا وذهب المحقق الثاني أن التخيير المذكور ثابت للفقيه في زمن الغيبة ، وعليه فلا يشرع فعل الجمعة في الغيبة بدون حضور الفقيه الجامع للشرائط ، ونسب للعلامة في المختلف وللشهيد في شرح الإرشاد وهو الظاهر من عبارة الدروس واللمعة هنا ، ودليلهم أن الفقيه هو المنصوب من قبلهم عليهمالسلام في الحكم والقضاء والإفتاء والحدود وغير ذلك مما هو من مناصب الإمامة وصلاة الجمعة منها.
وفيه : إن النصوص المستفيضة والمتواترة المتضمنة للإذن من قبلهم عليهمالسلام في إقامة الجمعة خالية عن اشتراط الإذن ، بل أكثرها صريح في عدم الاشتراط كصحيحي زرارة وصحيح منصور بن حازم وخبر عبد الملك وخبر الفضل وخبر ابن حنظلة ، وقد تقدم ذكر الجميع ، وأما أدلة نصب الفقيه لكل ما هو من مناصب الإمامة وبهذا قال البعض بولايته فسيأتي التعرض له إن شاء الله تعالى فيما بعد وستعرف عدم النصب إلا في الإفتاء والقضاء ليس إلا.
ثم إذا أقيمت فهل يجب السعي إليها للآية : (إِذٰا نُودِيَ لِلصَّلٰاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلىٰ ذِكْرِ اللّٰهِ) (٢) وهو ظاهر الشهيد في شرح الإرشاد ، وعن فخر المحققين وكشف اللثام وجماعة عدم وجوب السعي إليها ويستدل لهم بصحيح زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام : (صلاة الجمعة فريضة والاجتماع إليها فريضة مع الإمام ، فإن ترك رجل من غير علة ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٥ ـ من أبواب القنوت حديث ٥.
(٢) الجمعة الآية : ٩.