ثناهما باسم أحدهما تغليبا (١) ، أو لإطلاق الكسوف عليهما حقيقة ، كما يطلق الخسوف على الشمس أيضا ، واللام للعهد الذهني وهو الشائع من كسوف النيرين ، دون باقي الكواكب (٢) ، وانكساف الشمس بها (٣) (والزلزلة) (٤) وهي رجفة الأرض (والريح السوداء أو الصفراء ، وكلّ مخوّف سماويّ) (٥) كالظلمة
______________________________________________________
(١) قال في القاموس : «يقال كسف الشمس والقمر كسوفا احتجبا كانكسفا ، والله إياهما حجبهما ، والأحسن في القمر خسف وفي الشمس كسفت» ، وعن الجوهري في الصحاح جعل انكسفت الشمس من كلام العامة ، وهو وهم لأن الأخبار مملوءة به كالخبر المتقدم.
(٢) أي دون كسوف باقي الكواكب فلا تجب الصلاة لعدم دليل عليه في النصوص والأصل البراءة.
(٣) أي بالكواكب فلا تجب الصلاة كما هو المشهور لانصراف الأخبار عنه وظهوره بانكساف الشمس والقمر فقط لأنه المتعارف.
(٤) لخبر سليمان الديلمي : (سأل أبا عبد الله عليهالسلام عن الزلزلة ما هي؟ فقال : آية ، ثم ذكر سببها. إلى أن قال. قلت : فإذا كان ذلك ما أصنع؟ قال : صلّ صلاة الكسوف) (١) ومثله غيره ، وهو مطلق سواء حصل منها خوف أو لا.
(٥) على المشهور لصحيح زرارة ومحمد بن مسلم : (قلنا لأبي جعفر عليهالسلام : هذه الرياح والظلم التي تكون هل يصلى لها؟ فقال عليهالسلام : كل أخاويف السماء من ظلمة أو ريح أو فزع فصلّ له صلاة الكسوف حتى يسكن) (٢) ، وعن البعض ولم يعرف قائله كما في الشرائع الاستحباب ، ونقل عن أبي الصلاح عدم تعرضه لغير الكسوفين وعلى كل فاستدل له : بمرسل الفقيه : (وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا هبّت ريح صفراء أو حمراء أو سوداء تغيّر وجهه واصفر لونه وكان كالخائف الوجل حتى تنزل من السماء قطرة من مطر فيرجع إليه لونه ويقول : جاءتكم بالرحمة) (٣) وظاهره ترك النبي للصلاة.
وفيه : أنه ليس في مقام بيان ما يجب فعله عند حدوث الريح حتى يستكشف من عدم ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٢ ـ من أبواب صلاة الكسوف حديث ٣.
(٢) الوسائل الباب ـ ٢ ـ من أبواب صلاة الكسوف حديث ١.
(٣) الفقيه باب ٨١ ، حديث ٢٠.