.................................................................................................
______________________________________________________
ـ وقد يشكل على أصل الاستخارة بالمصحف الشريف بما روي في الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام : (لا تتفأل بالقرآن) (١) وحمل على أن التفؤل لبيان ما سيقع بخلاف الاستخارة فإنها طلب معرفة الأمر الذي سيعزم عليه.
هذا والنصوص كلها صريحها وظاهرها على استخارة الإنسان لنفسه ، وفي كتاب الاستخارات لابن طاوس عن أبي عبد الله عليهالسلام : «كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن ثم قال : ما أبالي إذا استخرت الله على أيّ جنبيّ وقعت» (٢) وفي مكارم الأخلاق عن جابر بن عبد الله : «كان النبي صلىاللهعليهوآله يعلّمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن» (٣) وهما ظاهران في استحباب تعلم الاستخارة فضلا عن ممارستها بنفسه ، وهي أولى من الاستنابة لخلو النصوص عن ذلك بل كان الإمام بين ظهراني أصحابه ولم يدل دليل على أنهم كانوا يستنيبونه بل يأمرهم بالاستخارة فضلا عن أن الاستخارة تقتضي التخشع والتذلل والتوجه وهذه أمور لا يحسن فيها الاستنابة إلا أن العمل على الاستنابة لعموم أدلة التوكيل والوكالة ، وللاستشفاع بالنائب وهو مما لا بأس به.
هذا والأخبار على استحباب الاستخارة كثيرة مهما كان الفعل الذي يراد فعله ففي خبر ناجية عن أبي عبد الله عليهالسلام : (كان إذا أراد شراء العبد أو الدابة أو الحاجة الخفيفة أو الشيء اليسير استخار الله فيه سبع مرات ، فإذا كان أمرا جسيما استخار الله مائة مرة) (٤) وخبر عبد العظيم عن محمد الجواد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهمالسلام : (بعثني رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى اليمن فقال : وهو يوصيني : يا علي ما حار من استخار ولا ندم من استشار) (٥) وخبر هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليهالسلام : (إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاور فيه أحدا من الناس حتى يبدأ فيشاور الله تبارك وتعالى ، قلت : وما مشاورة الله جعلت فداك؟ قال : تبدأ فتستخير الله فيه أولا ثم تشاور فيه فإنه إذا بدأ بالله أجرى له الخيرة على لسان من يشاء من الخلق) (٦) وفي خبر محمد بن مضارب عن أبي عبد الله عليهالسلام : (من دخل في أمر بغير استخارة ثم ابتلي لم يؤجر) (٧) ومرسل المحاسن عن أبي عبد الله عليهالسلام : (قال الله عزوجل : من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال فلا يستخيرني) (٨).
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٣٨ ـ من أبواب قراءة القرآن حديث ٢.
(٢) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة الاستخارة حديث ١٠.
(٣) مستدرك الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة الاستخارة حديث ٤.
(٤ و ٥ و ٦) الوسائل الباب ـ ٥ ـ من أبواب صلاة الاستخارة حديث ١ و ١١ و ٢.
(٧ و ٨) الوسائل الباب ـ ٧ ـ من أبواب صلاة الاستخارة حديث ١ و ٢ و ٣ و ٦.