كلّ فرسخ ثلاثة أميال (١) ، كلّ ميل أربع آلاف ذراع (٢) ، فتكون المسافة (ستة وتسعين ألف ذراع) حاصلة من ضرب ثلاثة في ثمانية ، ثم المرتفع في أربعة ،
______________________________________________________
ببياض يوم ، فقلت له : إن بياض يوم يختلف يسير الرجل خمسة عشر فرسخا في يوم ، ويسير الآخر أربعة فراسخ وخمسة فراسخ في يوم قال : إنه ليس إلى ذلك ينظر ، أما رأيت سير هذه الأثقال بين مكة والمدينة ثم أومأ بيده أربعة وعشرين ميلا يكون ثمانية فراسخ) (١).
هذا فضلا عن أن التقدير بالفراسخ مقدّر على نحو التحقيق والتقدير بالسير بياض يوم تقدير تقريبي فالمناسب للاعتبار أن يكون الأول هو الأصل وقد جعل الثاني دليلا عليه عند عامة الناس وقت صدور الأخبار لسهولته بالإضافة إلى أنه هو حكمة تشريع القصر في الفراسخ المحددة ولكن الحكم بالتقصير يدور عليها لا على الحكمة.
(١) وفي المدارك أنه اتفق العلماء كافة عليه ، ويدل عليه جملة من الأخبار منها : خبر عبد الرحمن بن الحجاج المتقدم : (ثم أومأ بيده أربعة وعشرين ميلا يكون ثمانية فراسخ) (٢).
وخبر سليمان بن حفص المروزي قال الفقيه عليهالسلام : (التقصير في الصلاة بريدان ، أو بريد ذاهبا وجائيا ، والبريد ستة أميال ، وهو فرسخان ، والتقصير في أربعة فراسخ) (٣).
(٢) على المشهور وفي المدارك وغيرها أنه مما قطع به الأصحاب ، وهو المشهور المعروف بين أهل اللغة والعرف ، وفي السرائر عن مروج الذهب للمسعودي : (الميل أربعة آلاف ذراع بذراع الأسود ، وهو الذراع الذي وضعه المأمون لذرع الثياب ومساحة البناء وقسمة المنازل ، والذراع أربع وعشرون إصبعا) انتهى. وعن الأزهري : «أن الميل عند القدماء من أهل الهيئة ثلاثة آلاف ذراع وعند المحدثين أربعة آلاف ذراع والخلاف لفظي ، فإنهم اتفقوا على أن مقداره ستة وتسعون ألف إصبع ، والإصبع ست شعيرات بطن كل واحدة إلى ظهر الأخرى ، ولكن القدماء يقولون : الذراع اثنتان وثلاثون إصبعا ، والمحدثون : أربع وعشرون إصبعا» وفي القاموس «الميل قدر مدّ البصر ، ومنار يبنى للمسافر ، أو مسافة من الأرض متراخية بلا حدّ ، أو مائة ألف إصبع إلا أربعة آلاف إصبع ، أو ثلاثة أو أربعة آلاف ذراع بحسب اختلافهم في الفرسخ هل هو تسعة آلاف بذراع القدماء أو اثنا عشر ذراع بذراع المحدثين».
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة المسافر حديث ١٥.
(٢) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب صلاة المسافر حديث ١٥.
(٣) الوسائل الباب ـ ٢ ـ من أبواب صلاة المسافر حديث ٤.