وكلّ ذراع أربع وعشرون إصبعا (١) وكلّ إصبع سبع شعيرات (٢) متلاصقات بالسطح الأكبر (٣) وقيل : ست. عرض كلّ شعيرة سبع شعرات (٤) من شعر البرذون ، ويجمعها (٥) مسير يوم (٦) معتدل الوقت والمكان والسير لأثقال الإبل ، ومبدأ التقدير (٧) من آخر خطّة البلد المعتدل ، وآخر محلته في المتسع عرفا.
______________________________________________________
(١) عند المحدثين.
(٢) لا داعي لتحديد الذراع بالأصابع ثم الإصبع بالشعيرات لأن المراد من الذراع هو المتعارف اليوم الذي هو من المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى ، نعم وهو ست قبضات ، كل قبضة أربع أصابع ، فالمجموع أربع وعشرون إصبعا هذا وقد تقدم عن الأزهري أن الإصبع هو ست شعيرات ، وإن كان المعروف بينهم أنه سبع شعيرات.
(٣) أي بطن كل واحدة منها إلى ظهر الأخرى ، لا أن التلاصق من ناحية رأس الشعيرة.
(٤) كما هو المعروف بينهم.
(٥) أي المسافة المقدرة بما ذكر.
(٦) والمراد مسير بياض يوم وقد تقدم بعض الأخبار الدالة على ذلك. هذا ولو أراد الإنسان الاعتماد على السير في بياض يوم لتعذر تقدير المسافة بالفراسخ فعليه أن يلاحظ السير المعتدل للأثقال في اليوم المعتدل في المكان المعتدل كما عن الشهيدين حملا لنصوص السير على المتعارف.
(٧) اختلف الفقهاء في تعيين مبدأ المسافة ، فعن المشهور أن المبدأ هو سور البلد إن وجد وإلا آخر البيوت في البلدان الصغيرة أو المتوسطة ، وآخر المحلة في البلدان الكبيرة الخارقة للعادة ، وعن الصدوق : المبدأ هو المنزل أو الدار ، وعن الشهيد هو الخروج عن حد الترخص ، وقيل : هو آخر البلد مطلقا سواء كان كبيرا أم لا.
هذا والنصوص خالية عن تعيين مبدأ المسافة وكأنه إيكال الأمر الى العرف ، والعرف لا يرى الإنسان مسافرا ما لم يخرج عن بلده الذي هو فيه فالأقوى هو القول الأخير ، لأن المدار في احتساب المسافة من حين صدق اسم السفر عليه.
واستدل للصدوق بخبر المروزي عن الفقيه عليهالسلام : (فإذا خرج الرجل من منزله يريد اثني عشر ميلا وذلك أربعة فراسخ ثم بلغ فرسخين ونيته الرجوع أو فرسخين آخرين قصر) (١) وخبر صفوان عن الرضا عليهالسلام في حديث : (لو أنه خرج من منزله يريد النهروان ذاهبا وجائيا كان عليه أن ينوي من الليل سفرا والإفطار) (٢) وخبر عمار عن أبي ـ
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ٢ ـ من أبواب صلاة المسافر حديث ٤ و ٨.