ولعل الهدف من تلك الأكذوبة التي نسبها الواقدي إلى القيل : هو التشكيك فيما هو حق وصدق فيما يرتبط بعلي «عليهالسلام» ، والتخفيف من حدة النقد الموجه إلى أبي بكر ، بسبب ما عرف عنه من إحجام عن خوض الغمرات ، والفرار في مواطن الخطر ، والتحدي الحقيقي ، كما جرى له في أحد وخيبر وغيرهما ، مما هو مسطور في كتب الحديث والتاريخ.
الثاني : إن من الواضح : أن حمله «عليهالسلام» لراية رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وقيادته للعسكر لمما يزيد في رعب اليهود ، ويهزمهم نفسيا.
كيف لا .. وقد كانت أخبار مواقفه وبطولاته في بدر ـ وكذا في أحد ، لو صح كون غزوة بني النضير بعدها ، وقد استبعدناه ـ قد أرهبت وأرعبت القاصي والداني ، من أعداء الله وأعداء رسوله ودينه.
فهو قد قتل نصف قتلى المشركين ، وشارك في قتل النصف الثاني في حرب بدر ، وفي أحد ـ لو كانت القضية بعدها ـ كان الفتح وحفظ الإسلام على يديه ، وقد آثرت قريش الفرار على البقاء والقرار ، حينما علمت أنه «عليهالسلام» يلاحقها في غزوة حمراء الأسد ، رغم ما كانت تشعر به من زهو وخيلاء بالنسبة للنتائج التي تمخضت عنها حرب أحد.
الفتح على يد علي عليهالسلام :
لما توجه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» إلى بني النضير عمد إلى حصارهم ، فضرب قبته في أقصى بني خطمة من البطحاء.
فلما أقبل الليل رماه رجل من بني النضير بسهم ، فأصاب القبة ، فأمر النبي «صلىاللهعليهوآله» أن تحول قبته إلى السفح ، وأحاط بها المهاجرون