واحد ، ولا يبدلوه ولو عذبوا وقتلوا.
فاليهود حين ينزحون عن منازلهم يأخذونها معهم ، وهي عادة متبعة عند اليهود إلى يومنا هذا.
ويظهر : أن يهود بلاد العرب كانوا يضعون تلك الصحيفة داخل النجاف ، خوفا من إتلاف الهواء ، أو مس الأيدي فلما رحلوا عن ديارهم هدموا نجاف البيوت ، وأخذوها ..» (١).
روايات غير موثوق بصحتها :
ونحن نشك كثيرا في عدد من الروايات التي تقدمت في الفصل الأول من هذا الباب ، وفي غيره من الفصول ، والتي تحاول أن تعطي لغزوة بني النضير طابعا حربيا عنيفا ، حتى ليذكر البعض منها : أن المسلمين كانوا يخربون بيوت بني النضير من الخارج ليتسع لهم ميدان القتال ، وكان بنو النضير يخربون بيوتهم من الداخل لأجل التحصين بها ، وأنهم قد بلغوا أقصى دورهم ، وهم على هذه الصفة ، إلى غير ذلك من نصوص وروايات تصب في هذا الاتجاه.
فإننا وإن كنا نقول : إنه قد كان ثمة حصار ، وقطع للأشجار ، ورشق بالنبل من قبل بني النضير ، وخراب للبيوت بأيدي بني النضير ، وبأيدي المؤمنين ، ثم قتل أمير المؤمنين «عليهالسلام» عشرة منهم ، فدب الرعب في قلوبهم ، واقتنعوا : أن لا طاقة لهم بالحرب ، فآثروا الاستسلام والقبول بالجلاء.
__________________
(١) اليهود في القرآن ص ٧٨ عن كتاب : اليهود في بلاد العرب ص ١٣٨ تأليف : ولفنسون.