وقد أبلغهم النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله» بقراره هذا ، عن طريق رسول أرسله إليهم ، ليرى ماذا يكون جوابهم ويعلم الناس حقيقة موقفهم ..
٤ ـ كما أن في ذلك التفافا أيضا على المنافقين ، وعلى كل المتربصين بالمسلمين والإسلام سوءا ، من أن يجعلوا ذلك ذريعة للتحريض والتشهير بالإسلام وبنبيه الأكرم «صلىاللهعليهوآله» ..
لماذا كان الرسول أوسيا؟ :
إن النص التاريخي يقول : إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حين أراد أن ينذر بني النضير ، قال : ادعوا لي محمد بن مسلمة ، فحين أتى أرسله إليهم ينذرهم بوجوب مغادرتهم مساكنهم (١). ولا بد لنا من وقفة هنا ، لنعلم السر في اختياره «صلىاللهعليهوآله» هذا الرجل بالذات ـ محمد بن مسلمة ـ ليكون رسوله إلى يهود بني النضير ، فنقول : إن الأوس كانوا حلفاء لبني
__________________
(١) الثقات ج ١ ص ٢٤١ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٥٥٢ ، والمغازي للواقدي ج ١ ص ٣٦٧ ودلائل النبوة لأبي نعيم ص ٤٢٧. وإرسال محمد بن مسلمة إليهم موجود في مختلف المصادر ، فراجع على سبيل المثال : السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٤ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٩ وإعلام الورى ص ٨٩ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٠ ومجمع البيان ج ٩ ص ٢٥٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ١٤٧ والبحار ج ٢٠ ص ١٦٠ و ١٦٤ و ١٦٩ عن بعض من تقدم ، وعن الكازروني وغيره. وراجع سائر المصادر التي سلفت وستأتي.