نقض العهد .. والتكبير :
وقد ورد في بعض النصوص : أنهم حين أبلغوا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» بنقض بني النضير للعهد أظهر التكبير ، وقال : الله أكبر ، حاربت يهود. وكبر المسلمون بتكبيره (١).
كما تقدم : أن المسلمين باتوا يحاصرون بني النضير ، ويكبرون حتى أصبحوا ..
ونقول : إن إظهار المسلمين للتكبير ، وتكبير النبي «صلىاللهعليهوآله» بالذات أمر له دلالاته الهامة ، وآثاره الظاهرة ، ويتضح بعض ذلك ضمن النقاط التالية :
١ ـ لقد كان من الطبيعي أن يتوقع اليهود : أن يواجه النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمون نقضهم للعهد بكثير من القلق ، وعدم الارتياح ، بل وحتى بالخوف ، وبالوجوم الناجم عن الارتباك ، والتزلزل ..
ولكن النبي «صلىاللهعليهوآله» والمسلمين قد قابلوا ذلك ـ وبسرعة غير متوقعة ـ بموقف لا يمكن أن يخطر لليهود على بال ، الأمر الذي من شأنه أن يربكهم ، ويوقعهم في حيرة ، ويثير لديهم أكثر من سؤال ، ثم يزعزع
__________________
(١) راجع في ذلك ما يلي : الثقات ج ١ ص ٢٤٢ والطبقات الكبرى ج ٢ ص ٥٧ و ٥٨ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٤٦٠ وتفسير القمي ج ٢ ص ٣٥٩ والبحار ج ٢٠ ص ١٦٩ عنه والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ٢٦٢ وتاريخ الأمم والملوك ج ٢ ص ٥٥٣ وزاد المعاد ج ٢ ص ٧١ وتفسير الصافي ج ٥ ص ١٥٤ وتفسير البرهان ج ٤ ص ٣١٣ والمغازي للواقدي ج ١ ص ٣٧٠ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٦٤ وعمدة القاري ج ١٧ ص ١٢٦.