وأبا دجانة ، ونجد عددا آخر يصر على أنهم ثلاثة من الأنصار ، ولعله يقصد الحارث بن الصمة ؛ فإنه أنصاري أيضا.
ولكن ابن شبة ذكر سهلا وأبا دجانة ، وكذا نفرا من الأنصار.
ومعنى ذلك : هو أنه قد أعطى الثلاثة الآنفة أسماؤهم.
مع أن ظاهر النصوص : الحصر بهم ، أو بواحد ، أو باثنين منهم. فالأولى الاقتصار على ذلك ، إلى أن يرد ما يؤيد كلام ابن شبة.
كي لا يكون دولة بين الأغنياء.
وقد علل الله سبحانه عطاء بعض الفئات دون بعض ، من الفيء بقوله : (وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (١).
ونستفيد من هذه الآية الأمور التالية :
الأول : إنه سبحانه قد علل إعطاء الفيء للفقراء اليتامى ، والمساكين ، وابن السبيل بأن لا يكون المال محصورا بين الأغنياء ، يتداولونه فيما بينهم.
وهذا يعطي : أن الإسلام يريد أن يمكن الجميع من الحصول على المال ، ولا يكون حكرا على جماعة دون غيرها.
__________________
(١) الآيتان ٦ و ٧ من سورة الحشر.