ضد المسلمين ، قبل أن يشتد عوده ، ولا يعطيه أية فرصة ليتماسك ، ويقوى ؛ ويستفحل أمره.
وذلك لأن الانتظار إلى أن تحتشد جموع الأعداء معناه أن يواجه المسلمون صعوبات كبيرة وربما خطيرة للتخلص من شرهم ، وتفويت الفرصة عليهم.
وهذا ما يفسر لنا ما نجده من رصد دقيق من قبل المسلمين لكل القوى المعادية التي كانت معنية بالوجود الإسلامي في بلاد الحجاز ..
ثم نعرف سر السرعة التي كان يظهرها المسلمون في ردة الفعل ، والمبادرة إلى حسم الموقف بقوة وحزم ، بمجرد تلقيهم أي نبأ يشير إلى وجود حشود ، أو استعدادات أو حتى تآمر وتخطيط يستهدفهم.
فيبادرون إلى إرسال السرايا ، وتنظيم الغزوات ضد أعدائهم من مجرمين ومتآمرين ، ثم تكون النتيجة في أغلب الأحيان هي فرار القوى المعادية ، وتفرقهم قبل الأشتباك معهم ، أو إثر مناوشات يسيرة ، تكون الخسائر فيها معدومة أو تكاد ، بل واتفق أن ظفر المسلمون بجميع أعدائهم فقتل من قتل منهم ، وأسر الباقون ..
نتائج وآثار :
وقد نتج عن ذلك :
١ ـ إن أولئك الأعراب الجفاة ، الذين مردوا على شن الغارات ، وقطع الطرق ، قد أصبحوا يعيشون حالة الرعب والخوف من المسلمين إلى درجة كبيرة. وكانوا إذا تناهى إليهم ما يشير إلى تحرك المسلمين باتجاهم ، فإنهم لا