لا أثر له ، إن لم نقل : إن له الكثير من الآثار السلبية والهدامة في كثير من الأحيان ، وهذا موضوع حساس وخطير ، يحتاج إلى توفر أتم ، ووقت أوفى.
النبي صلىاللهعليهوآله يحمّل أبا براء المسؤولية :
وبعد .. فإننا نجد : أنه «صلىاللهعليهوآله» قد اعتبر أبا براء هو المسؤول عما حصل ، حينما قال : «هذا عمل أبي براء ، قد كنت لهذا كارها متخوفا».
ونحن نشك في ذلك.
فإن الروايات التي روت لنا ما حصل ، لعلها متفقة على أن أبا براء ، لم تكن له أية علاقة بما حدث ، لا من قريب ، ولا من بعيد ، وقد صرحت بعضها بأنه كان مستاء جدا مما حصل.
بل إن بعضها يصرح : بأنه قد مات أسفا على ما صنع به عامر ابن أخيه. وعليه فيرد هنا سؤال ، وهو :
هل إنه لم تبلغ النبي «صلىاللهعليهوآله» الأخبار على حقيقتها؟
وإذا كان ذلك ، فما بال جبرائيل لا يوقفه على حقيقة ما جرى؟!
أم يعقل أن يكون ما وصل إلينا قد تعمد التعتيم على ما جرى ، أو كان محرفا لسبب أو لآخر؟!
ولعل الإجابة الأقرب إلى الواقع هي : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» كان على علم تام بما حصل ، ولكنه أراد تحريض أبي براء ضد مرتكب الجريمة عامر بن الطفيل ؛ بالطريقة المشروعة ، والمقبولة لدى الناس ، فلقد كان أبو براء قد قبل ـ مختارا ومتبرعا ـ بأن يكون مسؤولا عن حياة أولئك