من قدرة اليهود والمنافقين على التأثير في درجة التصميم على التصدي ، أو التأثير في خلخلة الوضع الداخلي ، وتمييع الموقف بالاستفادة من عامل العاطفة أو عامل الانبهار القائم على التخيل والتوهم غير المنطقي ولا المسؤول.
٣ ـ وإذا كان القرآن الكريم ، والنبي الأمي «صلىاللهعليهوآله» وكذا التاريخ الطويل الزاخر بالأحداث قد قدم للمسلمين صورة تكاد تكون واضحة عن الحالة الأخلاقية الذميمة لليهود ، وعن طموحاتهم اللامنطقية واللامشروعة والتي كانوا يدعمونها بتعاليم دينية مزيفة ، ويعملون على تحقيقها بسياساتهم الخبيثة في مجال الإعلام والسياسة ، والاقتصاد ، وكل نشاطاتهم الاجتماعية ـ إذا كان كذلك ـ فإن صدق هذه النبوءة ، المتمثل في بروز صفة الغدر والخيانة فيهم على صعيد الواقع بصورة ملموسة وظاهرة للعيان ، لسوف يمسح عن أعين الكثيرين غبار الخداع والانخداع ، ولسوف تكون في ذلك آية أخرى تدل على صدق هذا النبي الأكرم ، وعلى حقانية موقفه ، وصواب سياساته منهم ويقطع من ثم كل عذر ، ويزيل كل شبهة ، فقد (تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ) (١) ، (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) (٢).
نقض العهد والمؤامرة :
هذا ، ونجد : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» قد اعتبر تآمرهم على
__________________
(١) الآية ٢٥٦ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٢٩ من سورة الكهف.