فما كان من الفريق الآخر إلا أن أطلق على ما تركه الرسول «صلىاللهعليهوآله» من أموال ، وعقار اسم : «صدقة» (١) ، أو «صدقات».
وقالوا : «كل ما ترك رسول الله «صلىاللهعليهوآله» تصدق به» (٢) ، ليركزوا ذلك الأمر الذي انفرد به أبو بكر ، وأنكره أهل البيت «عليهمالسلام» في أذهان الناس بصورة تلقائية ولا شعورية.
أما بالنسبة لقول عمر : إن بني النضير كانت من صوافي رسول الله «صلىاللهعليهوآله» حبسا لنوائبه ، فإن ذلك بهدف الإيحاء بأنها لا بد أن تعود إلى بيت المال بعده ، أو للخليفة لتكون حبسا لنوائبه أيضا.
ولنا أن نعتبر هذا النحو من التعامل من لطائف الكيد السياسي ، ومن جملة حبائله .. ولكن ذلك لم يجدهم شيئا في تغيير الحقيقة ، فقد عبر الآخرون عن آرائهم بصراحة ، وأبطلوا كيد هؤلاء ولم يمكن لأهل المكر والخداع والكيد : أن يحققوا من مكرهم هذا شيئا.
ب : حبائل ماكرة أخرى :
كما أننا نلاحظ : أن ثمة تعمدا وإصرارا على أمر آخر ، يراد للناس أن يقبلوه ويصدقوه ، وهو : أن رسول الله الأكرم «صلىاللهعليهوآله» يطعم أهله من أراضي بني النضير ، وخيبر ، وحوائط مخيريق قوت سنة ، ثم يجعل الباقي في الكراع والسلاح.
وقد تقدم ذلك عن عمر بن الخطاب نفسه.
__________________
(١) في الطرائف ص ٢٨٣ : «لعل أبا بكر وأتباعه هم الذين سموها صدقات».
(٢) التراتيب الإدارية ج ١ ص ٤٠١ عن السهيلي.